تهدف عملية غسل الأموال إلى تصعيب تعقب مصدر الأموال غير المشروعة وتوفير وسيلة للاستمتاع بها دون التعرض للمخاطر القانونية. يشجع مكتب الأمم المتحدة الإقليمي المعني بالمخدرات والجريمة للشرق الأوسط وشمال أفريقيا على تبني سياسات لمكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الوعي العام حيالها.
تم تعريف غسل الأموال في اتفاقية فيينا لعام 1988 على أنه: "تحويل الأموال أو نقلها مع العلم بأنها مستمَّدة من أيَّة جريمة أو جرائم، بهدف إخفاء أو تمويه المصدر غير المشروع للأموال أو قصد مساعدة أيَّ شخص متورَّط في ارتكاب مثل هذه الجريمة أو الجرائم على الإفلات من العواقب القانونية لأفعاله؛".
تمر عملية غسل الأموال بثلاث مراحل للتحايل على النظام القانوني المالي، ألا وهم:
نتطرق في هذا المقال لشرح المرحلة الثانية والتي تعرف بمرحلة التمويه أو التغطية او ما يعرف أيضا بمرحلة التعتيم.
مرحلة التمويه في عملية غسل الأموال هي الخطوة الثانية والتي تهدف إلى إخفاء مصدر الأموال غير المشروعة وتعقيد تعقبها. يتم ذلك عن طريق استخدام مجموعة من المعاملات المالية المعقدة، حيث يقوم الغاسلون بتنفيذ عدة تحويلات مالية عبر بنوك ودول متعددة. يهدف هذا الإجراء إلى تصعيب تحديد مصدر الأموال ومعرفة كيفية الحصول عليها.
تكمن أهمية مرحلة التمويه في توفير وسيلة للمجرمين لنقل مكاسبهم غير المشروعة بشكل غير ملفت للانتباه، مما يجعل من الصعب على السلطات ووكالات تنفيذ القانون اكتشاف هذه الأنشطة ومحاسبة الجناة.
فيما يلي، مثال توضيحي عن مرحلة التمويه في مكافحة غسل الأموال:
في البداية، يقوم مهرب المخدرات على سبيل المثال لا الحصر، بإيداع مبلغ قدره 500,000 دولار في حساب مصرفي (خلال عملية الإيداع في المرحلة الأولى). بعد ذلك، يقوم بتأسيس شركة وهمية باسم وهمي، حيث تقوم هذه الشركة بشراء عقار بقيمة مليون دولار باستخدام التمويل العقاري، ويتم دفع دفعة أولية قدرها 500,000 دولار من الإيداع الأولي. ومن أجل زيادة التمويه، يتم نقل الملكية إلى هيكل خارجي، وتقوم شركة خارجية بسداد القرض البنكي الأول باستخدام أموال من رهن عقار آخر. في النهاية، يتم بيع العقار بمبلغ 1.2 مليون دولار، مما يؤدي إلى تحقيق ربح قدره 200 ألف دولار، ويتم دمج هذا الربح في الأموال الشرعية. تعتمد هذه العمليات المالية المعقدة والشركات الوهمية وصفقات العقارات في عملية التمويه على تعقيد يصعب على السلطات تتبع مصدر الأموال غير المشروعة.
تخلق مرحلة التمويه في عملية غسل الأموال آثاراً وخيمة تؤثر على النظام المالي والقانوني بشكل عام. كما يساعد فهم هذه الآثار في تحديد أهمية تكثيف الجهود للحد من هذه الظاهرة وتعزيز التدابير الوقائية. إليك بعض الآثار الشائعة:
تعتمد الأساليب المستخدمة في مرحلة التمويه في عملية غسل الأموال على تعقيد وابتكار الجناة. إليك بعض أكثر الأساليب المستخدمة شيوعًا:
يتطلب التعامل مع العمليات المعقدة التي تنطوي عليها مرحلة التمويه في غسل الأموال لتقنية ذكية وتخطيطًا استراتيجيًا. يقدم فوكال مجموعة ذكية من الحلول المصممة خصيصًا لتمكين مؤسستك من الامتثال لقوانين غسل الأموال وبالتالي مكافحتها.
يستخدم فوكال التحليلات المتقدمة لتحديد الأنماط المشبوهة في المعاملات المالية، مما يوفر أساسًا متينًا للامتثال لمكافحة غسيل الأموال واكتشافها.
يمكّنك حل فوكال تقديم العناية الواجبة للعملاء والفحص ضد قوائم ولوائح العقوبات وغيرها.
يساعدك فوكال على المراقبة الفورية للمعاملات، مما يضمن عدم مرور أي نشاط مشبوه دون أن يلاحظه أحد.
استخدم إدارة الحالة من فوكال، مما يضمن استيفاء جميع الالتزامات التنظيمية بسلاسة.
في الختام، فإن عملية غسل الأموال تعد نشاطًا إجراميًا خطيرًا يتضمن إخفاء الأصول غير القانونية للأموال التي يتم الحصول عليها من خلال أنشطة إجرامية مثل الاتجار بالمخدرات أو الفساد أو الاحتيال. تصعّب المراحل الثلاث لغسل الأموال التمييز بين الأموال المغسولة والأموال المكتسبة بطريقة قانونية، مما يستلزم المؤسسات المالية وضع تدابير لكشف ومنع أنشطة غسل الأموال.
من خلال الامتثال الشامل لمكافحة غسل الأموال، والمراقبة في الوقت الفعلي، وإدارة الحالات بكفاءة، يعمل فوكال على تمكين المؤسسات من البقاء في صدارة الامتثال ومكافحة الأنشطة المالية غير المشروعة.