المالك المستفيد النهائي (UBO) هو الشخص الحقيقي أو مجموعة الأفراد الذين يمتلكون السيطرة الفعلية على شركة أو يمتلكونها، حتى في حالة تورط كيانات أخرى أو إدراج أسماء إضافية. إن المالك والمستفيد النهائي هو من يمتلك السلطة الحقيقية داخل الكيان، ويتعلق ذلك بالشفافية والتوضيح بشأن صناع القرار الفعليين.
عندما يكون السجل التجاري مملوكاً لشركة تابعة لشركة أخرى، فإن تحديد المستفيد النهائي يتطلب النظر إلى من يقف وراء الشركة المالكة النهائية في سلسلة الملكية. المستفيد النهائي هو الشخص الذي يمتلك أو يمارس السيطرة الفعلية على الشركة الأم، والذي يتولى التأثير بشكل مباشر أو غير مباشر على إدارة الشركة المالكة. يتعين على المؤسسات المالية تتبع سلسلة الملكية بشكل دقيق لتحديد من يمتلك السلطة النهائية أو يتحكم فعلياً في النشاط التجاري للشركة المعنية.من الممكن أيضا أن يكون هناك أكثر من مستفيد نهائي لنفس السجل التجاري. عند إدخال بيانات المستفيد النهائي في نظام السجلات، يمكن إضافة مستفيد نهائي آخر، وتتيح هذه العملية تسجيل كافة الأفراد الذين يمتلكون أو يتحكمون بشكل مباشر أو غير مباشر في الشركة، مما يضمن شمولية ودقة المعلومات المتعلقة بالمستفيدين النهائيين.
وفقًا لمجموعة العمل المالي (FATF)، يُعرَّف المالك المستفيد النهائي (UBO) بأنه الشخص الذي يمتلك أو يتحكم فعليًا في شركة أو صندوق استئماني أو كيان مشابه، إذ يُعتبر المالك المستفيد النهائي الشخص الذي يمتلك حصة كبيرة في الكيان، عادةً ما تتجاوز 25٪، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ومع ذلك، فإن الملكية ليست العنصر الوحيد؛ بل يشمل المالك المستفيد النهائي أيضًا الشخص الذي يتخذ القرارات الأساسية ويتمتع بأعلى درجة من السيطرة على إدارة الكيان.
توصي مجموعة العمل المالي بتحديد المالكين المستفيدين النهائيين لمنع الأنشطة غير القانونية مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب. إن معرفة من هو المالك المستفيد النهائي يساعد السلطات على تتبع التدفقات المالية والتصدي لهذه الجرائم.
تقدم مجموعة العمل المالي (FATF) إرشادات مفصلة حول تعريف وتحديد المالكين المستفيدين النهائيين من خلال توصياتها وتقاريرها. يمكن العثور على المعلومات ذات الصلة في التوصية رقم 24 الصادرة عن مجموعة العمل المالي، والتي تتناول متطلبات تحديد المالكين المستفيدين النهائيين الخاصة بالكيانات القانونية والتحقق منها. كما تقدم وثيقة إرشادات مجموعة العمل المالي بشأن الشفافية وملكية المنفعة إرشادات مفصلة حول كيفية قيام الدول والشركات بتنفيذ توصيات مجموعة العمل المالي بشأن ملكية المنفعة.
تتجلى أهمية تحديد هوية المالك المستفيد النهائي في تمكين إجراءات التحقق من هوية العملاء المعروفة بإجراءات اعرف عملك (KYB) واعرف عميلك (KYC). وفقًا للقوانين السارية، يتعين على البنوك وشركات الاستثمار وشركات التأمين تحديد المالكين المستفيدين النهائيين والتحقق من هوياتهم لضمان الامتثال لمتطلبات القوانين المعمول بها.
تهدف هذه الإجراءات إلى الحد من أو حتى منع الجرائم الخطيرة مثل غسل الأموال وتمويل الإرهاب قبل حدوثها، إذ إن إخفاء هوية المالكين المستفيدين النهائيين قد يتيح للأشخاص استغلال الشركات في الأنشطة غير القانونية. ومع ذلك، تساهم أدوات برامج مكافحة غسل الأموال في دعم الشركات على تتبع وفحص المالكين المستفيدين النهائيين من خلال مقارنة معلوماتهم مع قوائم العقوبات، وقوائم المراقبة، وقوائم الأشخاص السياسيين ممثلي المخاطر (PEP).
وتدور قضية الملكية المفيدة النهائية حول تحديد من يستفيد فعليًا من عمليات الشركة أو المكاسب الناتجة عن تصرفاتها، وتتجلى أهمية معرفة المالك المستفيد النهائي (UBO) في عدة جوانب رئيسية:
لتحديد المستفيد النهائي من السجل التجاري وفقاً لمجموعة العمل المالي (FATF)، يمكن اتباع الخطوات التالية:
تواجه عملية تحديد المالكين المستفيدين النهائيين تحديات متعددة ومعقدة، وذلك لأسباب عدة:
لضمان الامتثال لمتطلبات المالك المستفيد النهائي، يُنصح باتباع الخطوات التالية:
تُعتبر الملكية المستفيدة النهائية أحد المفاهيم الأساسية في مجال مكافحة غسل الأموال، حيث تشير إلى الأفراد الذين يمتلكون أو يتحكمون فعليًا في الأصول، حتى وإن كانت الأسماء المسجلة مختلفة. ومن المهم فهم الملاك المستفيدون النهائيون للشركات، إذ يسهم ذلك في تعزيز الشفافية المالية ومكافحة الأنشطة غير المشروعة.
و كمثال على المالك المستفيد النهائي فإنه الشخص الذي يمتلك أكثر من 25٪ من أسهم شركة ما، ويتحكم في قراراتها الرئيسية، رغم أن الشركة قد تُسجل بأسماء أخرى. تساعد الملكية الانتفاعية لمكافحة غسل الأموال في تحديد هؤلاء الأفراد، مما يُعزز الجهود الرامية إلى الحفاظ على نزاهة النظام المالي ومكافحة الفساد والاحتيال.