تُعد تقنية الاتصال قريب المدى (Near-field communication) من أبرز الابتكارات التكنولوجية التي تتيح تبادل البيانات لاسلكياً بين جهازين ضمن مسافة قصيرة، دون الحاجة إلى الاتصال بشبكة الاتصال اللاسلكي (الواي فاي أو WiFi). أصبحت هذه التقنية تُعتمد بشكل متزايد في عمليات التحقق من الهوية الحديثة، حيث توفر بديلاً أكثر أماناً للتحقق من الهوية والأوراق الثبوتية. يتناول هذا المقال شرحاً مفصلاً حول ماهية تقنية ومعرف NFC وكيفية استخدامها في مجال التحقق من المستندات والوثائق.
تقنية الاتصال قريب المدى (NFC) هي وسيلة لتبادل البيانات بين الأجهزة عبر مسافات قصيرة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، وتتميز هذه التقنية بالقدرة على نقل المعلومات بسرعة وكفاءة بفضل دقة الترددات المستخدمة، حيث يتم تبادل البيانات عبر المجال المغناطيسي بتردد قدره 13.56 ميجاهرتز، مما يجعل مصادقة NFC أداة مثالية لتبادل البيانات بشكل آمن وفوري.
قد يكون الاسم غير مألوف للبعض، ولكن من المؤكد أن العديد من الأشخاص قد تعاملوا مع مصادقة NFC من خلال استخدام تطبيقات مثل Apple Pay وGoogle Pay، وبطاقات الدفع غير التلامسية.
يمثل التحقق من الهوية عبر تقنية NFC خطوة متقدمة نحو تعزيز أمان التحقق من الوثائق، إذ تعزز هذه التقنية عملية التحقق من مستندات الهوية الإلكترونية مثل جوازات السفر وبطاقات الهوية الوطنية البيومترية من خلال دمج عمليات التحقق التقليدية مع تكنولوجيا NFC.
في سياق إجراءات "اعرف عميلك" (KYC) والامتثال لمكافحة غسل الأموال (AML)، تُعتبر تقنية الاتصال قريب المدى (NFC) أداة فعّالة ومبتكرة، نقدم فيما يلي فوائد استخدام NFC في هذه الإجراءات:
فيما يلي نستعرض خطوات التحقق باستخدام تقنية الاتصال قريب المدى NFC:
تُعد الوثائق البيومترية، مثل جوازات السفر ورخص القيادة، من أبرز المستندات التي يتم التحقق منها باستخدام NFC، حيث تتم عملية التحقق من معرف AML من خلال قراءة المعلومات المخزنة على الشريحة الإلكترونية داخل الوثيقة، مثل الرقم التسلسلي وتاريخ الميلاد وتاريخ انتهاء الصلاحية.
تُستخدم تقنية التشفير لضمان أمان البيانات خلال عملية التحقق، حيث تُشفّر الشريحة الإلكترونية المعلومات بشكل يصعب اختراقه، مما يضمن أن البيانات لا يمكن قراءتها إلا من خلال الأجهزة المصرح لها.
عند قراءة بيانات الوثيقة، يتم التحقق منها عبر الاتصال بشبكة آمنة تؤكد صحة المعلومات عبر مقارنة البيانات مع قواعد البيانات الموثوقة، إذ يتضمن هذا التحقق من الصورة البيومترية للهوية والتأكد من أنها تتطابق مع المعلومات المخزنة.
تشمل عملية التحقق عبر NFC على مرحلتين رئيسيتين: استخراج البيانات والتحقق من صحتها باستخدام التشفير. بعد وضع الوثيقة المزودة بشريحة NFC بالقرب من جهاز القارئ، تبدأ عملية التحقق التي تتضمن:
يُستخدم نوعان من الأساليب لبدء عملية التحقق: التحكم الأساسي في الوصول (BAC) وإنشاء اتصال مصادق عليه بكلمة مرور PACE، يُستخدم الأول بشكل رئيسي مع جوازات السفر، حيث يتم تحليل معلومات مثل الرقم التسلسلي وتاريخ الميلاد لتفكيك الشيفرة على الشريحة، بينما يُستخدم PACE مع بطاقات الهوية الوطنية، حيث يُقرأ رمز مكون من 6 أرقام لضمان اتصال آمن بالشريحة.
بعد الاتصال بالشريحة، تبدأ عملية التحقق من خلال التشفير، حيث يتم فحص جميع العناصر البيومترية لضمان عدم التلاعب بها، ويتم التحقق من صحة البيانات من خلال اختبار تحدي واستجابة بين الشريحة وجهاز القارئ.
في الحالات التي تتطلب مستوى عالياً من الأمان، يتم تضمين التحقق البيومتري كخطوة إضافية، وهذا يتطلب التقاط صورة أو مقطع فيديو للتحقق من حيوية الصورة وعدم التلاعب بها، مما يضمن توافق الصورة مع الوثائق المخزنة.
تقدم تقنية التحقق عبر NFC (الاتصال قريب المدى) مجموعة من الفوائد التي تعزز من مستوى الأمان إضافة إلى فوائد عدة تعزز من عملية التحقق من الهوية، منها:
توفر تقنية NFC العديد من الفوائد المهمة، خاصة في مجالات التحقق والمصادقة، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يُستخدم فحص NFC للتأكد من أصالة المنتجات عبر مصادقة NFC المدمجة في الملصقات الذكية. بالإضافة إلى ذلك، يُمكن استخدام التحقق من معرف NFC لتسهيل عملية التحقق من المستندات الرسمية مثل جوازات السفر وبطاقات الهوية الإلكترونية. مع كل هذه التطبيقات، تصبح فوائد استخدام NFC واضحة في تحسين الأمان وسهولة الوصول إلى المعلومات الموثوقة.
علاوة على ذلك، تُسهم منصات الامتثال المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مثل منصة فوكال بشكل ملحوظ في تعزيز فعالية عمليات التحقق من الهوية عبر تطبيق مجموعة من الأساليب المبتكرة والمتقدمة، حيث تعتمد هذه المنصات على تحليل البيانات المتقدم من خلال توظيف تقنيات معالجة الصور وتحليل البيانات لفحص الوثائق الرسمية، مثل بطاقات الهوية وجوازات السفر، مما يتيح اكتشاف التلاعب والتزوير بدقة وسرعة عالية. كما تستخدم تقنيات التعرف على الوجه وتحليل بصمات الأصابع لتعزيز دقة التحقق من الهوية من خلال مقارنة الصور البيومترية بالصور المخزنة في الوثائق الرسمية.
بفضل قدرات التعلم الآلي، تستطيع هذه الأنظمة تحسين دقتها بمرور الوقت والتكيف مع أساليب الاحتيال الجديدة، مما يعزز الأمان ويقلل التكاليف.